للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

لكن القول الأحسن أن القرآن كله كلام الله، والثواب على كل حرف عشرُ حسنات. وقد يكون بعضه أنفع من بعض عند الحاجة، فلا تقوم سورة الإخلاص مقام آية المواريث مثلًا، وآية الطلاق، وآية الخلع ونحوها، بل هذه الآيات ونحوها في وقتها وعند الحاجة أنفع من تلاوة سورة الإخلاص" (١). (٢)

قلت: لابد من انضمام معنى سورة الإخلاص في كل حال من الأحوال، وكذا معنى سورة الفاتحة وآية الكرسي، بخلاف الآيات المذكورة، فإنها نافعة عند الحاجات المسطورة.


(١) "مفتاح الحصن الحصين" (ل ١٧/ ب).
(٢) نقل الإمام النووي عن القاضي عياض قوله: وفيه حجة للقول بجواز تفضيل بعض القرآن على بعض، وتفضله على سائر كتب الله تعالى. قال: وفيه خلاف للعلماء؛ فمنع منه أبو الحسن الأشعري وأبو بكر الباقلاني، وجماعة من الفقهاء والعلماء، لأن تفضيل بعضه يقتضي نقص المفضل، وليس في كلام الله نقص به، وتأويل هؤلاء ما ورد من إطلاق أعظم وأفضل في بعض الآيات والسور بمعنى عظيم وفاضل، وأجاز ذلك إسحاق بن راهويه وغيره من العلماء والمتكلمين قالوا: وهو راجع إلى عظم أجر قارئ ذلك وجزيل ثوابه، والمختار جواز قول هذه الآية أو السورة أعظم أو أفضل بمعنى أن الثواب المتعلق بها أكثر، وهو معنى الحديث، الله أعلم. قال العلماء: إنما تميزت آية الكرسي بكونها أعظم لما جمعت من أصول الأسماء والصفات من الألهية والوحدانية والحياة والعلم والملك والقدرة والإرادة، وهذه السبعة أصول الأسماء والصفات، والله أعلم "شرح النووي" (٦/ ٣٤١).

<<  <  ج: ص:  >  >>