للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

(اقرءوا الزهراوين) الزهراء تأنيث الأزهر، بمعنى: المضيء، وقوله: (البقرة وآل عمران) بالنصب على البدلية، وفي نسخة: بالرفع، قال المصنف: "أي: المنيرتين، وسُميت البقرة وآل عمران "الزهراوين"؛ لنورهما وهدايتهما وعظم أجرهما" (١)، انتهى.

وقيل: "لاشتهارهما شبهتا بالشمس والقمر"، فقال ابن السّكيت: "الأظهر أن الشمس والقمر من قولهم: زهرت النار: أشرقت وأضاءت".

(فإنهما) أي: السورتين (تأتيان) بصيغة التأنيث على ما في الأصول المعتمدة، ووقع في "أصل الجلال" بالتحتانية على التذكير، ووجهه غير ظاهر.

والظاهر أنه تصحيف؛ فإنه وإن كان يمكن التغليب باعتبار لفظ المذكر في آل عمران على البقرة، لكنه غير مستقيم باعتبار ما بعده من الصفات المؤنثة، والمعنى: تحضران باعتبار ثوابهما، أو تَصَوُّرهما وتجليهما.

(يوم القيامة كأنهما) وفي نسخة: "كأنما" (غمامتان) أي: قطعتان من الغمام، بمعنى: السَّحَاب (أو كأنهما غيايتان) بالتحتانيتين بدل الميمين، فقال المصنف: "الغمامة والغياية: كل شيءٍ أظل الإنسان فوق رأسه من سحابةٍ وغيرها، قالوا المراد: ثوابهما يأتي كغمامَتَيْن" (٢)، انتهى.

وفيه أنه إذا كانا مترادفيق فكيف يؤتي بـ "أَوْ" بين المتعاطفين مع أنه مخالف للغة؛ فإن الغمامة على ما في "القاموس": "هي السَّحابَة البيضاء،


(١) "مفتاح الحصن الحصين" (ل ١٨/ أ).
(٢) "مفتاح الحصن الحصين" (ل ١٨/ أ).

<<  <  ج: ص:  >  >>