للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

ورد في القرآن غير ذلك: ﴿وَرَبَّكَ فَكَبِّرْ﴾ [المدثر: ٤]، وأحسبه: ﴿أَنَا اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنَا﴾ [طه: ١٤] " (١)، انتهى.

وأيضًا لا يلائمه أول حديث أنس -عند الترمذي والدارمي- أنه قال: "قال رسول الله : إن لكل شيء قلبًا، وقلبُ القرآن يس، ومن قرأ يس كتب الله له بقراءتها قراءة القرآن عشر مراتٍ وقال الترمذي: "هذا حديثٌ غريبٌ قيل: "لأنه من رواية هارون بن محمد، ولا يعرفه أهل الصناعة من رجال الحديث".

قلت: وهو لا يضرّ، وغايته أنه ضعيف، وبه يُعْمَل في الفضائل بلا خلاف، مع أنه مؤيد برواية الدارمي: (لَا يَقْرَؤُهَا رَجُلٌ يُرِيدُ الله والدَّارَ الْآخِرَةَ إِلَّا غُفِرَ لَهُ) بصيغة المجهول.

(اقرءوها على موتاكم) أي: حقيقةً ليحصل لهم ثوابها، [أو] (٢): ليستأنِسُوا بقراءتها، ويتَلَقَّنُوا معانيها من تذكر مبانيها، أو من حضره الموت، فهو من مجاز المشارفة، قال المصنف: "اقرءوها على موتاكم لما فيها من الآيات المتعلقة بالموت والبعث، مثل: ﴿إِنَّا نَحْنُ نُحْيِ الْمَوْتَى … ﴾ [يس: ١٢]، ومثل: ﴿وَنُفِخَ فِي الصُّورِ﴾ [يس: ٥١] الآيات، وغير ذلك. ويحتمل أن يكون لخاصية فيها، وقد قيل: "إنها لِمَا قُرِئَتْ


(١) "مفتاح الحصن الحصين" (ل ١٨/ ب).
(٢) كذا في (ج) و (د)، وفي (أ) و (ب): "أي".

<<  <  ج: ص:  >  >>