للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

يصنع ذلك؟ فسألوه، فقال: لأنها صفة الرحمن، وأنا أحب أن أقرأها، فقال النبي : أخبروه أن الله يحبه".

(وقال) أي: النبي (لرجلٍ) قيل اسمه: كلثوم، وقيل: كرزم، والأول أصح، ذكره ميرك، (كان يُلازم قراءتها) أي: قراءة سورة الإخلاص (مع غيرها في الصلاة) أي: في صلاة الفرض أو النفل، إمامًا أو منفردًا، والمقول: (حبك إياها أدخلك الجنة) أي: صار سببًا لدخولك الجنة.

(خ، ت) أي رواه: البخاري، والترمذي، عن أنس: "أن رجلًا قال: يا رسول الله، إني أحبُّ هذه السورة: ﴿قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ﴾، قال: إنّ حبك إياها أدخلك الجنة"، كذا في "المشكاة" (١).

وقال ميرك: "واعلم أن البخاري رواه معلقًا -وقد وصله: الترمذي، والبزار، والبيهقي، وقال الترمذي: "صحيح حسن غريب عنه"- أنه: "كان رجلًا من الأنصار يؤمّهم في مسجد قباء، وكان كلما افتتح بسورة يقرأ بها لهم في الصلاة مما يقرأ به افتتح بـ ﴿قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ﴾ حتى يفرغ منها، ثم يقرأ سورة أخرى معها، وكان يصنع ذلك في كل ركعة، فكلّمه أصحابه فقالوا: إنك تفتتح بهذه السورة ثم لا ترى أنها تجزئك حتى تقرأ أخرى، فإما أن تقرأ بها، وإما أن تدعها وتقرأ بأخرى، فقال: ما أنا بتاركها، إن أحببتم أن أؤمكم بذلك فعلت، وإن كرهتم تركتُ، وكانوا


(١) البخاري (٧٧٤) تعليقا، والترمذي عقب حديث (٢٩٠٣)، والدارمي (٣٤٣٨)، وأحمد (٣/ ١٤١ و ١٥٠).

<<  <  ج: ص:  >  >>