للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

والحاجة" (١)، قلت: وكأن في الاستعاذة منهما إشعار بقوله تعالى في حق الأعداء: ﴿وَضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ الذِّلَّةُ وَالْمَسْكَنَةُ﴾ [البقرة: ٦١]، وقيل: "الذلة: الشُّح، والمسكنة: الحرص أقول: "الذلة" هي: المذلة عند الأغنياء، و"المسكنة" هي: السكون إليهم، والتملق لديهم، والاعتماد عليهم.

(وأعوذ بك من الفقر) أراد به فقر النفس، أعني: الشَّرَهَ أو عدم اتصافها بصفات الكمال، وهو يقابل غنى النفس، الذي هو: قناعتها أو اتصافها بصفات الكمال، أو أراد به: قلة المال، وكثرة العيال، أو الحاجة إلى الناس.

(والكفر) هو ضد الإيمان، أو كفران النعمة ضد الشكر، (والفسوق) قال المصنف: "أي: الخروج عن الاستقامة وارتكاب المعاصي، (والشِقاق) بالكسر من الشقة، وهو: الشدة والثقل" (٢)، انتهى.

والأظهر أنه بمعنى الخلاف كما في "المهذب"؛ لأنه يقع كل من المخالفين في شِق، أي: ناحية، على ما حققه الطيبي، ومنه قوله تعالى: ﴿وَإِنَّ الَّذِينَ اخْتَلَفُوا فِي الْكِتَابِ لَفِي شِقَاقٍ بَعِيدٍ﴾ [البقرة: ١٧٦]، والشقاق أيضًا يجيء بمعنى العداوة الباعثة على الخلاف، ومنه قوله تعالى: ﴿فِي عِزَّةٍ وَشِقَاقٍ﴾ [ص: ٢]، على أحد القولين.


(١) "مفتاح الحصن الحصين" (ل ١٩/ ب).
(٢) "مفتاح الحصن الحصين" (ل ١٩/ ب).

<<  <  ج: ص:  >  >>