للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وَأَنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ﴾ [البقرة: ٢١٦]، فعلى العبد أن يقوم بحق العبودية، ويفوض إلى الله أمر الربوبية.

وقد ألهم بعض العارفين: "سلني، فقال: سبحان الله عالم بجميع الوجوه، يسأل عن جاهل بجميع الوجوه بيان مراده، وهو لا يعلم خيره من شره"، وفي هذا المقام قيل لأبي يزيد: "ما تريد؟ قال: أريد أن لا أريد".

قال بعض المحققين: "هذه أيضًا إرادة؛ لتضمنها معنى الزيادة على التسليم الذي هو الحالة المرادة" (١).

(أ) أي: رواه الإمام أحمد عن أبي هريرة (٢).

قال المؤلف: "فيه دليل على أن سؤال المسلم ربَّه مستجاب، بَيَّنَهُ الحديث الذي رواه الحاكم في "مستدركه الصحيح" عن جابر بن عبد الله، عن النبي قال: "يدعو الله المؤمنَ يوم القيامة حتى يوقفه بين يديه، فيقول: عبدي، إني أمرتك أن تدعوني، ووعدت أن أستجيب لك،


(١) قال شيخ الإسلام ابن تيمية: أي المراد المحبوب المرضي؛ وهو المراد بالإرادة الدينية وكمال العبد أن لا يريد ولا يحب ولا يرضى إلا ما أراده الله ورضيه وأحبه، وهو ما أمر به أمر إيجاب أو استحباب؛ ولا يحب إلا ما يحبه الله كالملائكة والأنبياء والصالحين "مجموع الفتاوى" (١٠/ ٢١٨).
(٢) أخرجه أحمد (٢/ ٤٤٨)، والبخاري في الأدب المفرد (٧١١)، والترمذي (٣٦٠٣).
قال الهيثمي في "مجمع الزوائد" (١٠/ ١٤٨): رواه أحمد ورجاله ثقات وفي بعضهم خلاف.

<<  <  ج: ص:  >  >>