للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

ثم فيه جواز إطلاق النفس على الله باعتبار ذاته، خلافًا لمن منع وحمله على المشاكلة، كما في قوله تعالى: ﴿تَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِي وَلَا أَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِكَ﴾ [المائدة: ١١٦]، لكن يرد عليه قوله: "سبحانك لا أحصي ثناء عليك، أنت كما أثنيت على نفسك". ولعل وجه المنع أنه مأخوذ من النَّفَسِ، وهو تعالى منزه عن [التنفس] (١)، والأظهر أنه مأخوذ من النَّفِيس، فيجوز إطلاقه عليه بهذا المعنى، والله أعلم (٢).

قال المؤلف: "قالوا: النفس تطلق على الذات، وهو المراد في


= ونحوهما، وهذا محمول على من كان في موضع يخاف فيه الرياء والإعجاب أو نحوهما، فإن كان خاليًا في برية أو غيرها، وأمن ذلك فالجهر أفضل. المسائل المنثورة "فتاوى النووي" مسألة ٣٤٠ - جمع تلميذه علاء الدين بن العطار.
(١) كذا في (أ) و (ج) و (د)، وفي (ب) و (هـ): "النَّفَس".
(٢) عدَّ كثير من أهل السنة "النفس" من صفات الله تعالى. انظر الفقه الأكبر بشرح القاري (ص ٥٨)، وكتاب التوحيد لابن خزيمة (١/ ١١، ١٢)، وأقاويل الثقات (ص ١٨٦)، وقطف الثمر (ص ٦٦)، وذهب شيخ الإسلام أن المراد من النفس هو ذات الله وعينه لا صفة له. انظر مجموع الفتاوى (٩/ ١٩٢، ١٩٣، ٤/ ١٩٧، ١٩٦)، وكذا البخاري فإنه ذكر نصوص النفس بدون التصريح أنها صفة، ومراده أنه يجوز إطلاق النفس على الله لورود النص هكذا فسر مراده الهاشمي في شرحه لكتاب التوحيد (ص ٧٠)، وللشيخ عبد الله الغنيمان كلام حسن وفق بين قولي أهل السنة في "النفس". انظر شرحه لكتاب التوحيد (١/ ٢٤٩، ٢٥٥).

<<  <  ج: ص:  >  >>