للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وقال الشيخ عز الدين بن عبد السلام في كتاب "القواعد": "هذا الحديث مما يدل على أن الثواب لا يترتب على قدر التعب في جميع العبادات، بل قد يأجر الله تعالى على قليل من الأعمال أكثر مما يأجر على كثيرها، فإن الثواب يترتب على تفاوت الرتب في الشرف".

قال الحنفي: "ولا يناسبه ما وقع من حديث ابن عباس: "سئل رسول الله : أي الأعمال أفضل؟ فقال: "أحمزها" (١) -أي: أشدها وأقواها- وهذا الحديث مذكور في الكتب الكلامية في بحث تفضيل الأنبياء على الملائكة".

قلت: هو منسوب في "النهاية" إلى ابن عباس موقوفًا، وضبطه بالمهملة والزاي، وذكره الجلال السيوطي في "الدرر المنتثرة" بلفظ: "أفضل العبادات أشدها وقال: "لا يعرف"، وكذا ذكره الزركشي أنه لا يعرف، أي: عن النبي ، أو عن ابن عباس موقوفًا بسند معروف، وعلى تقدير صحته يحمل على ما لم يكن فيه نصٌّ من الشارع.

ثم اعلم أن خيرية الذكر وأرفعيته لأجل أن سائر العبادات المالية والبدنية الشاقة؛ من إنفاق الذهب والفضة، وملاقاة العدو والمقاتلة،


(١) قال الزركشي في "الأحاديث المشتهرة": "لا يُعرف له أصل".
وقال المزي: "هو من غرائب الأحاديث، ولم يرو في شيء من الكتب الستة".
وقال ابن القيم في "مدارج السالكين": "لا أصل له".
انظر: مدارج السالكين (١/ ١٠٦)، و"المصنوع في معرفة الحديث الموضوع" (ص ٧٠)، "المقاصد الحسنة" (ص ١٣٠).

<<  <  ج: ص:  >  >>