للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

(ألا أخبركم) يحتمل أن تكون "ألا" للتنبيه، و"أخبركم" استئناف بيان، والأظهر أنه مركب من "لا" النافية واستفهام التقرير، كما يدل عليه قولهم الآتي: "بلى" (بخير أعمالكم) أي: بأفضلها (وأزكاها) أي: أطهرها وأنماها (عند مليككم) مبالغة مالك، ومنه قوله تعالى: ﴿عِنْدَ مَلِيكٍ مُقْتَدِرٍ﴾ [القمر: ٥٥]، وهو ظرف لهما أو للأخير، والمعنى: عند ربكم وفي حكمه؛ لأن العبرة بما عنده سبحانه، (وأرفعها) أي: أكثرها رفعة بمقتضى السببية (في درجاتكم) أي (١): في الجنة العالية، (وخير لكم من إنفاق الذهب والوَرِق) بكسر الراء ويسكن، أي: الفضة، أي: من صرفهما في سبيله مع ابتغاء مرضاته، وهو تخصيص بعد تعميم الأعمال، أو يخص الأعمال بما عدا إنفاقَ المال والقتال؛ لقوله: (وخير لكم من أن تلقَوا عدوكم) أي: بأن تستقبلوا الكفار بالجهاد (فتضربوا أعناقهم) أي: فتقتلوا بعضهم (ويضربوا) أي: بقيتهم (أعناقكم) أي: كلكم أو بعضكم.

(قالوا) أي: بعض الصحابة (بلى) أي: أخبرنا، وزاد في نسخة: "يا رسول الله" (قال: ذكر الله) أي: هو ذكركم له سبحانه؛ لما يترتب عليه من ذكره إياكم، قال تعالى: ﴿وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ﴾ [العنكبوت: ٤٥]، وقال ﴿فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ﴾ [البقرة: ١٥٢].


(١) بعدها في (هـ): "في منازلكم".

<<  <  ج: ص:  >  >>