للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

اتّفقوا على أن الصلاة أفضلُ من سائر العباداتِ، لكن الحج أشقّ وأصعب على النّفس، ثمّ العمرة سنّة مؤكدة، وقيل: "فريضة"، وتلك الصلاة إنما هي سنة مستحبّة، لكن يكفي في التشبيه قدرُ هذه المناسبة.

وقال الطيبي: "التشبيه في هذا الحديث وأمثاله ليس للتّسوية، بل من باب إلحاق الناقص بالكامل؛ ترغيبًا للعامل" (١).

وفيه أنه لا يلائمه قوله: (تامة تامة تامة) أي: كاملةً، وذكرها ثلاثًا للمبالغةِ في تأكيد وصفِ كلٍّ من الحجة والعمرة، بأنها في مرتبتها غير ناقصة، ولا يبعد أن تكون الثلاثةُ وصفًا لـ"عمرة"؛ حيث وقعت في مقابلةِ ثلاث سننٍ من الجماعة والاستمرار وصلاة الإشراق، والله أعلمُ.

قال المؤلف: "تأكيد لتحقق ذلك وهذا وأشباهه ورد كثيرًا في الحديث، مثل قوله: "من صام ثلاثةَ أيامٍ من كل شهرٍ، فكأنّما صام الدهر"، وفيمن قرأ ﴿قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ (١)﴾ تعدل ثلث القرآن، وهذا الأجر بغير مضاعفةٍ، بخلاف من فعل حسنةً، فإن له الأجر بالمضاعفةِ: الحسنةُ بعشرِ أمثالها إلى سبعين ضعفًا، إلى سبع مئة ضعفٍ، إلى أضعافٍ كثيرةٍ" (٢).

(ت) أي: رواه الترمذي عن أنس (٣).


(١) ذكره في المرقاة (٢/ ٧٧٠).
(٢) "مفتاح الحصن الحصين" (ل ٣/ ب).
(٣) أخرجه الترمذي (٨٥٦) وقال: حسن غريب، وسألت محمد بن إسماعيل =

<<  <  ج: ص:  >  >>