للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

الشرك، فإن المشركين كانوا يدعون الله ويشركون معه الأصنام في حال الرخاء والسعة، ويَدْعُون الله [ويَدَعُون] (١) غيره حال البلاء والشدة، كما في مستدل المصنف من الآية إليه الإشارة.

نعم، يؤخذ منه أن وجود الإخلاص في الجملة معتبرٌ في قبول الدعاء، لكن إخلاصَ المؤمنين باعتقادهم أنه لا ينفع ولا يضر إلَّا الله، ولا يقدر على إجابة الدعوة سواه، ولعل اعتبار الركن والشرط لسرعة إجابة الدعاء، وإلا فقد تقبل دعوة الفاجر والكافر، ولا يبعد أن يقال: إنهما نزلا منزلة الركن والشرط، كما يشير إليه قول المصنف: "ما يبلغ أن يكون ركنًا وشرطًا"، والله أعلم.

ثم مقتضى الترتيب الرتبي أن يقدم الركن، كما قدمه في العنوان، [فتقديمه الشروط] (٢) في معرض البيان لتقدمها في الوجود، كما لا يخفى [عيانه] (٣) على الأعيان.

هذا، وقد قال سهل بن عبد الله التُّستَرِي قدس الله سره السري: "نظرَ الأكياسُ في تفسيرِ الإخلاصِ، فلم يجدوا غيرَ هذا أن يكونَ حركتُه وسكونه في سره وعلانيته لله تعالي، لا يمازجه نفسٌ ولا هوًى ولا دنيا"، نقله عنه النووي في "الأذكار"، وقال الفضيل بن عياض: "العمل لغير الله


(١) كذا في (أ) و (ب) و (ج) و (د)، وفي (هـ): "ولا يَدْعُون".
(٢) كذا في (ج) و (د) و (هـ)، وفي (ب): "تقديم الشروط"، وفي (أ): "فتقديمه الشرط".
(٣) كذا في (ب) و (ج) و (د) و (هـ)، وفي (أ): "بيانه".

<<  <  ج: ص:  >  >>