للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

الحديث - على ما ذكره ميرك، فإيراد "مَوْ" ليس على ما ينبغي من وجهين:

أحدهما: أن الموقوف في اصطلاح المحدثين حديث الصحابي عند الإطلاق، وقد يطلق على موقوف التابعي، لكنه يكون مقيدًا، والخطابي من المتأخرين، بل وليس من الرواة ولا المخرجين.

وثانيهما: أنه سبق عنه أنه يأتي برمز "مَوْ" قبل رموز الكتب؛ ليعلم أنه موقوف في ذلك، وليس هنا رمز بعده، لكن قد يحمل هذا على أنه إذا كان رمز هنالك.

ووقع لبعض فضلاء زماننا ممن كان يدّعي زيادة الفضيلة على أقراننا بحث في هذا معنًى قال: إنه موقوف [برمز] (١) الميم الآتي مما يليه من [الرموز] (٢) بعد قوله: (والتأدب).

قلت: هذا مع بُعده باطل؛ لأن الرموز المتأخرة هي: (م، د، ت، س) أي رواه: مسلم، وأبو داود، والترمذي، والنسائي عن علي كرم الله وجهه مرفوعًا، وكشف اليدين إنما هو منقول عن الخطابي، وهو لا يتصور أن يكون مذكورًا في متن "صحيح مسلم"؛ لأنه من شراحه، ثم المراد بالتأدب طلب الأدب ظاهرًا وباطنًا، وقولًا وفعلًا.

(والخشوع) قيل: "معناه الخوف والتذلل"، والظاهر أن المراد به سكون الباطن المستلزم منه سكون الظاهر، ويؤيده أنه رأى رجلًا


(١) كذا في (أ) و (ب) و (هـ)، وفي (ج) و (د): "لرمز".
(٢) كذا في (ب) و (ج) و (د) و (هـ)، وفي (أ): "رموز".

<<  <  ج: ص:  >  >>