للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وقد صرح الإمام ابن الهمام بأن قول الشافعية: "اللهم، اهدنا، وعافنا" بالجمع خلاف المنقول، لكنهم [لفَّقوه] (١) من حديث في حق الإمام عام أنه لا يخص القنوت، ولا يخفى أنه كان يقول ذلك وهو إمام؛ لأنه لم يكن يصلي الصبح منفردًا ليحفظ الراوي منه في تلك الحالة مع أن اللفظ المذكور في الحديث يفيد المواظبة على ذلك"، انتهى كلام المحقق.

فينبغي أن يحمل حديث ثوبان: "لا يخص الإمام نفسه بالدعاء" على أن المراد بالتخصيص قصد حصول أثر الدعاء لنفسه دون غيره ولو كان بصيغة الإفراد، فيرجع إلى معنى ما سيأتي من قوله: "وأن لا يتحجر"، فتدبر، وأما قنوت الوتر فهو وإن ورد بصيغة الجمع لكن الإمام يقرؤه سرًّا، وكذا المأموم في مذهبنا، وقيل: "بل يُؤَمِّن".

(وأن يسأل بعزم) يقال: عزمت على كذا، إذا أردتَ فعله، وقطعت عليه،


= تفرد بها أبو إسحاق، عن بريد بن أبي مريم، وتبعه ابناه يونس وإسرائيل كذا قال، قال: ورواه شعبة وهو أحفظ من مائتين مثل أبي إسحاق وابنيه، فلم يذكر فيه القنوت ولا الوتر، وإنما قال: كان يعلمنا هذا الدعاء. "التلخيص" (١/ ٤٤٧).
وقال في نتائج الأفكار (٢/ ١٤٦): هذا حديث أصله حسن، روي من طرق متعددة عن الحسن ولكن هذه الزيادة في هذا السند غريبة لا تثبت.
والراجح والله أعلم: أن هذا الدعاء مطلق غير مقيد بالقنوت في الوتر، وتقيده في الوتر شاذ لا يصح.
وقال الحافظ: قال الخلال عن أحمد: لا يصح فيه عن النبي شيء ولكن عمر كان يقنت. انظر: البدر المنير (٣/ ٦٣٤ - ٦٣٥)، والتلخيص الحبير (٢/ ١٨).
(١) كذا في (أ) و (ب) و (د) و (هـ)، وفي (ج): "تفقهوه".

<<  <  ج: ص:  >  >>