للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

(وأن لا يدعو بأمرٍ قد فرغ منه) بصيغة المجهول كطول قدٍّ، وبياض خدٍّ، ونحوهما من أمور مفروغ عنها، وكذا ما قدر للعبد من عمله وأجله ورزقه وشقاوته، وأن بعض الخلق في الجنة، وبعضهم في النار، كما ورد: "فرغ ربكم من العباد، فريق في الجنة، وفريق في السعير" (١).

وقال الحنفي: "الفراغ على ضربين: أحدهما: الفراغ من الشغل، والآخر: القصد للشيء، ومنه: ﴿سَنَفْرُغُ لَكُمْ﴾ [الرحمن: ٣١]، والمعنى هنا على الأول"، انتهى. وهو غير صحيح في حق الله سبحانه؛ لأن معنى قوله: "فرغ ربكم من العباد" قدَّر [ربكم] (٢) أمرهم، وجعلهم فريقين، وحكم عليهم بالطريقين، كما قال تعالى: ﴿فَرِيقًا هَدَى وَفَرِيقًا حَقَّ عَلَيْهِمُ الضَّلَالَةُ﴾ [الأعراف: ٣٠]، وهذا باعتبار الحكم الكلي المعين فلا ينافي


= والترمذي (٣٣٨٧)، وابن ماجه (٣٨٥٣) ولم أقف عليه عند النسائي في السنن وقد أخرجه في عمل اليوم والليلة (٥٨٢) (٥٨٣).
وليس هو في البخاري بهذا اللفظ، إنما خرَّج هو والجماعة: "يستجاب لأحدكم ما لم يعجل، يقول: قد دعوت ربي فلم يستجب لي".
(١) أخرجه الترمذي (٢١٤١). والنسائي في الكبرى (١١٤٧٣). إسناده ضعيف.
في الإسناد أبا قبيل المعافري -وهو حيي بن هانئ مختلف فيه وثقه أحمد وابن معين في رواية، وأبو زرعة والفسوي والعجلي وأحمد بن صالح المصري وذكره ابن حبان في "الثقات". وقال: كان يخطئ، وقال أبو حاتم: صالح الحديث وذكره الساجي في "الضعفاء" له انظر ترجمة أبي قبيل المعافري تهذيب الكمال (٧/ ت ١٥٨٦ و ٣٤/ ١٩٤).
(٢) من (هـ) فقط.

<<  <  ج: ص:  >  >>