للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

بأمرٍ لا يعلم حقيقته، وعن عبد الله بن مغفل أنه سمع ابنه يقول: "اللهم إني أسألك القصر الأبيض عن يمين الجنة إذا دخلتها، فقال: يا بني، سل الله الجنة، وتعوذ به من النار، فإني سمعت رسول الله يقول: إنه سيكون في هذه الأمة قوم يعتدون في الطهور، والدعاء"، رواه أبو داود، وابن ماجه، والحاكم، وابن حبان في "صحيحهما" (١)، والاعتداء في الطهور (٢): المبالغة والتجاوز عن الحد المشروع، كالذي يزيد في الوضوء على التثليث، وفي الغسل الإسراف، ونحو ذلك، وفي الدعاء أن يدعو بمستحيل، وبما لا يجوز أن يدعو به" (٣)، انتهى.

وقد فسّر الاعتداءُ في الدعاءِ بتكلّف السجع، كذا في "الأذكار" (٤)، وقال بعضهم: "الاعتداء هو طلب ما لا يليق به، كرتبة الأنبياء، والصعود إلى السماء وقيل: "هو الصياح في الدعاء"، وهو المناسب لما قبله من قوله: ﴿ادْعُوا رَبَّكُمْ تَضَرُّعًا وَخُفْيَةً﴾ [الأعراف: ٥٥].


(١) أخرجه أبو داود (٩٦)، وابن ماجه (٣٨٦٤) والحاكم (١/ ١٦٢ و ٥٤٠)، وابن حبان (٦٧٦٤) وقد صححه النووي في المجموع (٢/ ٢٢٠) وقال: رواه أبو داود بإسناد صحيح. والحافظ في "التلخيص الحبير" (١/ ٣٨٧).
(٢) قال في المرقاة: والاعتداء في الدعاء يكون من وجوه كثيرة، والأصل فيه أن يتجاوز عن موقف الافتقار إلى بساط الانبساط، ويميل إلى أحد طرفي الإفراط والتفريط في خاصة نفسه، وفي غيره إذا دعا له أو عليه، والاعتداء في الطهور استعماله فوق الحاجة والمبالغة في تحري طهوريته حتى يفضي إلى الوساوس (المرقاة ٢/ ٤١٧).
(٣) "مفتاح الحصن الحصين" (ل ٤/ ب، ٥/ أ).
(٤) "الأذكار" للنووي (صـ ٣٤٢).

<<  <  ج: ص:  >  >>