للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

ولعل وجهه أنه إيماء إلى قبول الدعاء، وتفاؤل بدفع البلاء، وحصول العطاء، فإن الله سبحانه يستحيي أن يرد يد عبده صفرًا خاليًا من الخير في الخلاء والملاء.

قال المصنف في "شرح المصابيح": "عن ابن عمر: كان رسول الله إذا رفع يديه في الدعاء لم يحطهما حتى يمسح بهما وجهه"، رواه الترمذي، وقال: "صحيح غريب"، والحاكم في "مستدركه"، ورواه أبو داود عن السائب بن يزيد، عن أبيه: "أن النبي كان إذا دعا فرفع يديه مسح وجهه بيديه" (١)، والعمل على هذا عند أهل العلم خلفًا عن سلفٍ، ومن [أنكر] (٢) ذلك لا شك أنه لم يقف على ما صح من هذه الأحاديث.

(وأن لا يستعجل بأن يستبطئ الإجابة) أي: يعد إجابة دعائه بطيئة، (أو يقول) عطف على "يستعجل"، أي: وأن لا يقول: (دعوت فلم يستجب لي)، والفرق بينهما أن الثاني في مقام اليأس، والأول في مقام الرجاء، لكنه من عجلته في حال الإستبطاء، فـ "أَوْ" للتنويع، وقال


= (٣٣٨٦)، والحاكم (١/ ٥٣٦) عن عمر به مرفوعًا من فعله . وقال أبو داود: "روي هذا الحديث من غير وجه عن محمد بن كعب، كلها واهية، وهذا الطريق أمثلها وهو ضعيف"، وقال الترمذي: "حديث غريب"، وقال أبو حاتم كما في "العلل" لابنه (٢٥٧٢): "حديث منكر"، وقال الألباني في "ضعيف الجامع" (٦٢٢٦): "ضعيف".
(١) "سنن أبي داود" (١٤٨٧).
(٢) كذا في (أ) و (ج) و (د) و (هـ)، وفي (ب): "كره".

<<  <  ج: ص:  >  >>