للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

﴿أَلَا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ﴾ [الرعد: ٢٨]، (وحضور قلب) فإن المدار عليه في نظر الرب (يتدبر ما يذكر) بصيغة الفاعل، أي: يتأمل ألفاظ ذكره، ومبناه، (ويتعقل معناه).

(فإنْ) وفي نسخة: "وإن"، (جَهِل شيئًا) أي: مما يتعلق بلغته أو إعرابه (تبيّن معناه) أي: طلب بيان ما يعينه على استفادة معناه، وفي نسخة: "يبين" مضارع من التبيّن، أي: يبين باجتهاده مؤداه من مبناه ومعناه، فإن من لم يعرف معنى ما ذكره أو دعاه يقل فائدته وجدواه، وفيه إشعار بأن الذكر القليل مع الحضور خير من الكثير مع الجهل والفتور؛ ولذا قال: (ولا يحرص على تحصيل الكثرة بالعجلة) أي: [بالسرعة] (١)، فإنه يؤدي إلى أداء الذكر مع الغفلة، وهو خلاف المطلوب؛ لأن المرغوب هو الحضور مع المحبوب.

ثم اعلم أنه ضبط قوله: "ولا يحرص" بكسر الراء مرفوعًا على أنه نفي معناه نهي، وهو أبلغ، وفي نسخة وقع مجزومًا، وفي أخرى منصوبًا على تقدير: وأن لا يحرص، ويجوز فتح رائه كما في نسخة أيضًا؛ ففي "القاموس" أنه من باب "ضَرَبَ وسَمِعَ" (٢).

(فلذلك) أي: لما ذكر من التدبر والتعقل وعدم الحرص، وهو الأنسب من جعل الإشارة إلى الأخير، وإن كان أقرب (استحبّوا) أي: المشايخ والعلماء (أن يمد) أي: الذاكر (صوته) وفي نسخة بصيغة


(١) من (ج) فقط.
(٢) "القاموس" (٢/ ٢٩٥).

<<  <  ج: ص:  >  >>