للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

المجهول، وضمير "صوته" إلى الذكر أو الذاكر، والمراد: أن يمد في موضع يجوز مده كألفِ "لا"، لكن لا يزيد على قدر خمس ألفات، فإنه أكثر ما ثبت عنه عند [القراء] (١) مع تجويز القصر في الأداء، وأما مد "إله"، فلحنٌ لا يجوز زيادة على قدر ألف يسمى مدًّا طبيعيًّا وذاتيًّا.

وكذلك في لفظ الجلالة وَصْلًا، [وجوز] (٢) مدّه أيضًا للتعظيم، وأما وقفًا فيجوز طوله وتوسطه وقصره، والأول أولى، لكنه قدر ثلاث ألفات على المختار، ولا يجوز الوقف على "إله"؛ لأنه يوهم الكفر.

وقد قال بعض [العارفين] (٣): "بعض الكلمة الطيبة كفر، وبعضها إيمان"، وفيه إيماء إلى قوله تعالى: ﴿فَمَنْ يَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ وَيُؤْمِنْ بِاللَّهِ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَى لَا انْفِصَامَ لَهَا﴾ [البقرة: ٢٥٦]، أي: لا انقطاع، والطاغوت هو الأصنام، أو كل ما عبد من دون الله، أو جميع ما سواه، وبحثه طويل، وتحقيقه جليل، ذكرناه في "شرح حزب الفتح" للشيخ أبي حسن البكري، قدس سره السري، عند قوله: "أستغفر الله مما سوى الله" (٤).

ثم لا يلزم من مدّ الذكر الرفع، فإنه ممنوع مطلقًا كما قال بعضهم،


(١) كذا في (أ) و (ب) و (ج)، وفي (د) و (هـ): "القراءة".
(٢) كذا في (أ) و (ب) و (ج) و (د)، وفي (هـ): "وجوزوا".
(٣) من (هـ) فقط.
(٤) "السيرة الحلبية" لعلي بن برهان الحلبي (٢/ ١٠).

<<  <  ج: ص:  >  >>