للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

بصيغة المجهول، أي: لا يعتبر (بشيء منه حتى يتلفظ به) أي: [الذاكر] (١) (ويسمع نفسه)، وهذا الإسماع أقل الإخفاء عند الجمهور، وفي مذهبنا هو القول المشهور، وقيل: "أقله تصحيح الحروف" (٢)، وهو مجرد التلفظ من غير أن يكون هناك صوت يسمع، وهذا كله فيما أمر الشارع بأن يذكر باللسان، كما في قراءة الصلاة، وتشهدها، وتسبيحاتها، وتكبيراتها، وسائر أذكارها، وأدعيتها.

وليس معناه أن من يذكر الله بقلبه من غير أن يتلفظ بلسانه لا يكون في الشرع معتدًّا به؛ لأن مداومة الذكر لا يتصور بدون اعتباره، بل هو أفضل أنواعه، فقد أخرج أبو يعلى الموصلي في "مسنده" عن عائشة ، قالت: "قال رسول الله : لفضل الذكر الخفي الذي لا يسمعه الحَفَظة سبعون ضعفًا، إذا كان يوم القيامة جمع الله الخلائق لحسابهم، وجاءت الحَفَظة بما حفظوا، وكتبوا، قال لهم: انظروا هل بقي له من شيء؟ فيقولون: ما تركنا شيئًا مما علمناه وحفظناه إلا وقد أحصيناه وكتبناه، فيقول الله: إن لك عندي [خبيئًا] (٣) لا تعلمه، وأنا أجزيك به، وهو الذكر


(١) كذا في (ج) و (د) و (هـ)، وفي (أ) و (ب): "الذكر".
(٢) "بدائع الصنائع" للكاساني (١/ ١٦٢)، و"البحر الرائق" لابن نجيم (١/ ٣٦٥)؛ نقلًا عن الكرخي.
(٣) كذا في "مسند أبي يعلى و"مجمع الزوائد" و"البدور السافرة"، وفي (أ)، (ب)، (ج)، (د)، (هـ): "حسنًا".

<<  <  ج: ص:  >  >>