للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

(قلت: والذي أعتقده) أي: بحسب الظن الغالب؛ لعدم وجود اليقين في هذه المسألة للطالب (أنها وقت قراءة الإمام الفاتحة في صلاة الجمعة إلى أن يقول: آمين) (١) بمد الهمزة ويقصر، اسم فعل بمعنى: استجب دعائي، أو افعل مطلوبي، فهو دعاء بعد دعاء [تأكيدًا وتأييدًا] (٢).

وفيه أنه لو كان كذلك، لزم انحصار الدعاء من جانب الإمام فيما بين الفاتحة والتأمين، وليس الأمر كذلك، ذكره الحنفي. ويمكن دفعه بأن قوله: "إنها وقت قراءة الإمام" لا يستلزم انحصار الدعاء من جانبه، فإن الدعاء حاصل للمأموم أيضًا بالتبعية اللازم منها الإشتراك في دعاء ﴿اهْدِنَا﴾ بصيغة الجمع، مع أن قراءة الإمام قراءة للمأموم أيضًا، وأيضًا سكوته متضمن للدعاء القلبي والتعظيم المتضمن لطلب العطاء، مع


= عبد الرحمن بن حجيرة عن أبي ذر".
(١) قال الحافظ ابن حجر في "الفتح" (٢/ ٤٢١): "ثم ظفرت بعد كتابة هذا بقول زائدٍ على ما تقدم، وهو غير منقول استنبطه صاحبنا العلامة الحافظ شمس الدين الجزري، [وأذن] لي في روايته عنه، في كتابه المسمى "الحصن الحصين في الأدعية" لما ذكر الإختلاف في ساعة الجمعة واقتصر على ثمانية أقوال مما تقدم، ثم قال ما نصه: "والذي أعتقده أنها وقت قراءة الإمام الفاتحة في صلاة الجمعة إلى أن يقول: آمين جمعًا بين الأحاديث التي صحت"، كذا قال، ويخدش فيه أنه يفوت على الداعي حينئذٍ الإنصاتُ لقراءة الإمام فليتأمل".
(٢) كذا في (ب) و (ج) و (هـ)، وفي (أ): "تأكيدًا أو تأبيدًا"، وفي (د): "تأكيد أو تأييد".

<<  <  ج: ص:  >  >>