للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ولك بمثله، رواه مسلم، وأبو داود، عن أبي الدرداء" (١)، وفيه أيضًا: "دعاء الأخ لأخيه بظهر الغيب لا يرد، رواه البزار (٢) عن عمران بن حصين" (٣).

(والمسلم) أي: مطلقًا (ما لم يدعُ بظلم) أي: بإرادة ظلم على غيره (أو قطيعة رَحِم) أي: بما يؤدي إلى قطع رَحِم (أو يقول: دعوت فلم أُجَبْ) بصيغة المجهول، قال الحنفي: "الظاهر أن يقال: "أولم يقل"؛ ليكون معطوفًا على "لم يدعُ"، فتأمل يظهر لك وجهه".

أقول: وجهه أنه معطوف على "لم يدعُ"، بتقدير "لا"؛ فيكون نقلًا بالمعنى، ويقال له: [العطف] (٤) على التوهم، وتحقيقه في قوله تعالى: ﴿فَأَصَّدَّقَ وَأَكُنْ مِنَ الصَّالِحِينَ﴾ [المنافقون: ١٠]، والأظهر أنه معطوفٌ على "يدع"، لكن جزم في الأول دون الثاني جمعًا بين اللّغتين؛ إذ جاء "لم" غيرَ جازمةٍ في لغةٍ، أو حملًا لـ "لَمْ" على "ما"، كما وقع عكسه.

(مص) أي: رواه ابن أبي شيبة عن أبي هريرة (٥)، قيل: "ومضمون الحديث في مسلمٍ أيضًا".

قلت: وفي الستة إلا الترمذي عن أبي هريرة، كما مرّ في "أحوال الإجابة" أن لا يستعجل بأن يستبطئ الإجابة، أو يقول: دعوت فلم


(١) "صحيح الجامع" (٢/ رقم: ٦٢٣٥).
(٢) أخرجه البزار (٣٥٧٧) من حديث عمران بن حصين به مرفوعًا.
(٣) "صحيح الجامع" (١/ رقم: ٣٣٧٩).
(٤) كذا في (ب) و (ج) و (د) و (هـ)، وفي (أ): "عطف".
(٥) أخرجه ابن أبي شيبة (٣٠٤٣٩) من حديث أبي هريرة به.

<<  <  ج: ص:  >  >>