للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

(الذي إذا سئل به أعطى، وإذا دعي به أجاب) والواو لمطلق الجمعية، فلا ينافي ما سبق من النكتة [البديعية] (١).

(اللهم، إني أسألك) أي: مسئولي ومطلوبي، وحذف المفعول للتعظيم أو للتعميم، أو: أطلبك ولا أطلب غيرك، وأبعد الحنفي في قوله: "ويجوز أن يكون كقوله: ﴿سَأَلَ سَائِلٌ بِعَذَابٍ﴾ [المعارج: ١] "، ووجه بُعْدِهِ بل عدم صحته أن معنى الَاية: دعا داعٍ بعذاب، أي: استدعاه؛ ولذلك عدي الفعل بالباء، فالمعنى: طَلَبَ عذابًا، وليس ما نحن فيه من ذلك القبيل، بل الباء هنا للاستعانة أو للسببية، فقوله: (بأني) أي: مستعينًا أو بسبب أني، أو بوسيلة أني (أشهد) أي: أتيقن (أنك أنت الله) أي: الواجب الوجود، المفيض [للكرم] (٢) والجود، (لا إله إلا أنت الأحد) أي: في الذات والصفات (الصمد) أي: الغنيُّ عن كل أحدٍ، المحتاجُ إليه جميع الموجودات، وقيل: "الصمد لغة في المصمت، وهو الذي لا جوف له، والصمد: السيد؛ لأنه يصمد إليه في الحوائج"، أي: يقصد، (الذي لم يلد) أي: ولدًا، ردًّا على اليهود في قولهم: إن عزيرًا ابن الله، وعك النصارى في قولهم: إن المسيح ابن الله، وعلى المشركين في قولهم: إن الملائكة بنات الله، (ولم يولد) أي: ليس له والدٌ، بل هو الثابت في الأزل والأبد، غير حادث ولا محل حوادث، على ما هو المعتقد، (ولم يكن لي


(١) كذا في (أ) و (ب) و (د) و (هـ)، وفي (ج): "البديعة".
(٢) كذا في (أ) و (ب) و (ج) و (د)، وفي (هـ): "الكرم".

<<  <  ج: ص:  >  >>