للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ثلث القرآن"، ﴿قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ﴾. ثلاث مرات)، فإن من آداب الدعاء الإلحاح، وأقله التثليث، (﴿قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ﴾. ثلاث مرات)، وكأن قراءة الإخلاص بمنزلة الثناء قبل الدعاء؛ ليفيد سرعة الخلاص. (د، ت، س، ي) أي رواه: أبو داود، والترمذي، والنسائي، وابن السني، عن عبد الله بن خبيب، بمعجمة وموحدتين مصغرًا، ولفظه: "من قرأها يكفيه كل شيء في يومه وليلته (١) " (٢).

(﴿فَسُبْحَانَ اللَّهِ﴾) المراد به تنزيه الله تعالى من السوء، أو أريد به الصلاة على ما روي عن ابن عباس، فالمعنى: نزهوه عما لا يليق به، أو: صلوا له، (﴿حِينَ تُمْسُونَ﴾) أي: تدخلون في المساء، وهو وقت المغرب والعشاء، بناء علي ما قدمناه من أن المساء أول الليل، وبه يتم استدلال ابن عباس أن أوقات الصلوات الخمس


(١) كتب بجوارها في حاشية (ب): وفي رواية قال خبيب: "خرجنا في ليلة مطيرة، وظلمة شديدة، نطلب رسول الله ، فأدركناه فقال: قل، قلت: ما أقول؟ قال قل ﴿قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ﴾ والمعوذتين حين تمسي وحين تصبح ثلاث مرات، تكفيك من كل شيء. ذكره في "داعي الفلاح".
(٢) أخرجه أبو داود (٥٠٤١)، والترمذي (٣٥٧٥)، والنسائي في "الكبرى" (٧٧٩٧)، ابن السني في "عمل اليوم والليلة" (٨١)؛ كلهم من حديث عبد الله بن خبيب به مرفوعًا. قال الترمذي: "حسن صحيح غريب من هذا الوجه"، وقال الألباني في "صحيح الجامع" (٤٤٠٦): "صحيح".

<<  <  ج: ص:  >  >>