للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وفي "القاموس": "العشاء أول الظلام، أو من المغرب إلى العتمة، أو من زوال الشمس إلى طلوع الفجر، والعشي والعشية آخر النهار" (١)، انتهى.

فحصل أن التحقيق هو الفرق بين العشاء والعشي، ولعل هذا هو الحكمة في العدول عن "تعشون" إلى قوله: ﴿وَعَشِيًّا﴾.

(﴿يُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ﴾ [لأنعام: ٩٥]) بالتشديد والتخفيف، أي: الطائر من البيضة، والحيوان من النطفة، والنبات من الحبة، والمؤمن من الكافر، والذاكر من الغافل، والعالم من الجاهل، والصالح من الطالح، (﴿وَمُخْرِجُ الْمَيِّتِ مِنَ الْحَيِّ﴾) علي عكس ما [ذكر] (٢)، (﴿وَيُحْيِ الْأَرْضَ﴾) أي: بإنبات النبات، (﴿بَعْدَ مَوْتِهَا﴾) أي: يبسها، أو أرض الروح بالإيمان ونحوه بعد فسادها [بأضداده] (٣)، (﴿وَكَذَلِكَ﴾) أي: مثل ذلك الإخراج، أو الخروج اللازم منه، (﴿تُخْرَجُونَ﴾) أي: من قبوركم، علي صيغة المجهول من الإخراج، وفي قراءة علي صيغة المعلوم من الخروج، والمعنى: أن الإبداء والإعادة متساويتان في قدرة من هو قادر علي إخراج الميت (٤) وعكسه، فاعتبروا يا أولي الأبصار، واعترفوا بأنه صاحب الاقتدار.


(١) "القاموس" (٤/ ٣٥٥).
(٢) كذا في (أ) و (ب) و (د) و (هـ)، وفي (ج): "ذكره".
(٣) كذا في (أ) و (ج) و (د)، وفي (ب) و (هـ): "بأضدادها".
(٤) بعدها في (هـ) زيادة: "من الحي".

<<  <  ج: ص:  >  >>