للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أضحى -بلفظ: "كان [يقوله] (١) في الصباح والمساء"، وقوله: (س) أي: رواه النسائي عنه أيضًا، لكن (في الصباح فقط) قال ميرك: "يعني: هو عند أحمد، والطبراني: في الصباح والمساء جميعًا، وعند النسائي: في الصباح فحسب"، كذا نقل عن المصنف، والمراد قوله: "أصبحنا على فطرة الإسلام … " إلى آخره، قال صاحب "السلاح": "أخرجه النسائي من طرق، ورجال إسناده رجال الصحيح"، انتهى.

ثم استأنف المصنف، وقال: (يا حي يا قيوم، برحمتك أستغيث) أي: أطلب [الغيوث] (٢) والمدد، وأستعين في كل خير، وأستعيذ من كل شر، (أصلح لي شأني) بسكون الهمزة ويبدل ألفًا، أي: حالي (كله) تأكيد له، (ولا تكلني) بفتح تاء وكسر كاف وسكون لام، من الوكول، أي: لا تتركني.

(إلى نفسي طرفة عين) أي: غمضة جَفن لها، والمعنى: لا تدعني عن نعمة الإمداد؛ لما سيأتي من قوله: "فإنك إن تكلني إلى نفسي تكلني إلى ضعف وعورة، وذنب وخطيئة"، وسببه أن النفس من حيث جبلتها موضوعة للأمور المذكورة، فلو خليت بدون الأمداد الإلهية والعنايات الربانية، صدر منها ما طبع فيها، وأما لو ترك الله الإنسان إلى نفسه بأن تركه عن نعمة الإيجاد، لصار معدومًا بالكلية، وهذا كله اعتراف بربوبية


(١) كذا في (ج) و (د) و (هـ)، وفي (أ) و (ب): "يقول".
(٢) كذا في (أ) و (ب) و (ج) و (د)، وفي (هـ): "الغوث".

<<  <  ج: ص:  >  >>