للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

بالنعمة التي أنعمت بها على، و"أبوء بذنبي" معناه: الإقرار بالذنب، والاعتراف به أيضًا، لكن فيه معنًى ليس في الأول؛ لأن العرب تقول: باءَ فلان بذنبه، إذا احتمله كرهًا لا يستطيع دفعه عن نفسه، وكذا ورد في بعض الروايات الصحيحة: "أبوء لك بنعمتك" بلفظ "لك"، وبِعَدَمِها في "ذنبي" (١)، كما في الأصل، وهو أدب حسن" (٢).

(فاغفر لي) أي: إذا كان الأمر كذلك من دوام إنعامك عليَّ، ونقصان ارتكاب الذنب عندي، فاغفر لي، أي: ذنبي، (فإنه) أي: الشأن (لا يغفر الذنوب) أي: جنسها، لاستثناء الكفر إجماعًا، أو جميع أفرادها بالتوبة (إلا أنت، أعوذ بك من شر ما صنعت) (٣) أي: بأن أرجع إليه، و"ما" مصدرية أو موصولة، والمراد به غفران الأوزار وعدم الإصرار؛ ولذا ورد أنه: "سيد الاستغفار".

(خ، س) أي رواه: البخاري، والنسائي عن شداد بن أوس بن ثابت الأنصاري، أخي حسان بن ثابت، بلفظ: "من قالها موقنًا بها حين يمسي، فمات من ليلته دخل الجنة، ومن قالها موقنًا بها حين يصبح، فمات من


(١) أخرجها البخاري (٨/ رقم: ٦٣٠٦) من حديث شداد بن أوس به مرفوعًا.
(٢) "مفتاح الحصن الحصين" (ل ٦/ ب).
(٣) كتب بجوارها في حاشية (ب): "المعنى: أعوذ بك من شر الآثام التي ارتكبتها، أي: أتحصن بك من المؤاخذة بها وسوء عاقبتها".

<<  <  ج: ص:  >  >>