للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

تعالى -تغليبًا لذوي العقول-: ﴿كُلُّ مَنْ عَلَيْهَا فَانٍ﴾ [الرحمن: ٢٦]، ومنه قول لبيد:

أَلَا كُلُّ شَيْءٍ مَا خَلَا الله بَاطِلٌ (١)

وقيل: "كل شيء من المخلوقات يهلك ويعدم، فيوجد ويبقى أنا، فـ "أنا" قياسا للذوات الفانية على الأعراض التي هي بالاتفاق غير باقية".

(لن تطاع) بضم أوله، أي: لن [ينقاد للطاعة لك] (٢) (إلا بإذنك) أي: بتوفيقك ورضاك (٣)، (ولن تعصى إلا بعلمك) أي: بأن العاصي غير قابل للتوفيق إلى سواء الطريق، فعصيانه مقرون بالخِذلان، ومتعلق بعلمك في جميع الأحيان، فتعامله بمقتضى علمك، وفيه إشعار بأن المعصية ليست بإذنه وأمره مع أن الكل بإرادته وعلمه.

(تطاع فتشكر) بصيغة الفاعل، أي: فتثني وتجازي، (وتعصى فتغفر) أي: أو فتعاقب، فهو من باب الاكتفاء، ولم يعكس إيماءً إلى غلبة الرحمة وكثرة المغفرة، مع أن مقام المدح يقتضي ذلك.

(أقرب (٤) شهيد) أي: أنت أقرب كل حاضر إيماء إلى قوله تعالى:


(١) "ديوان لبيد بن ربيعة" (صى ١٣٢)، والبيت من الطويل.
(٢) كذا في (هـ)، وفي (أ) و (ب) و (ج): "تنقاد بالطاعة"، وفي (د): "تتقى بالطاعة".
(٣) كتب بجوارها في حاشية (ب): "أي: بتيسيرك وتسهيلك".
(٤) كتب بجوارها في حاشية (ب): "خبر لمبتدأ محذوف، أي: أنت أقرب، ويصح نصبه على النداء، أي: يا أقرب".

<<  <  ج: ص:  >  >>