للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أكسب خطيئة محبطة" (١) وهي إما الكفر، فإنه يحبط الأعمال ولو حصل الرجوع بالإيمان عندنا، حتى يجب عليه إعادة فرض العمر كالحج، وإما المعصية المحبطة لثواب الأعمال السابقة، كالندامة على فعل الطاعة والعبادة، وكالمن والأذى بعد الصدقة والعطية.

والحاصل: أن كلمة "أو" تفيد أن العوذ من كل واحدٍ من هذه الأمور [يعني] (٢) أن المطلوب هو أن لا يقع شيء منها، كقوله تعالى: ﴿وَلَا تُطِعْ مِنْهُمْ آثِمًا أَوْ كَفُورًا﴾ [الإنسان: ٢٤] أي: لا تطع أحدًا منهما، وهذا المقصود لا يحصل من كلمة الواو في الآية [خلاف] (٣) الحديث، فإنه لو أُتي بالواو الدالة على إفادة الجمعية، لحصل المراد، لكن الإتيان بـ "أو" أدق، حيث يدل على أن كل واحد من هذه الأمور يستحق أن يعاذ بالله منه، وينبغي أن يلاذ به منه جمعًا أو انفرادًا.

(اللهم فاطر السماوات والأرض) أي: مبدعهما، (عالم الغيب والشهادة) أي: السر والعلانية، [و] (٤) نصبه كما قبله على أنه صفة المنادى، أو منادى حذف حرف ندائه، وكذا قوله: (ذا الجلال والإكرام) أي: صاحب العظمة والكرامة.


(١) وهي موافقة لرواية أحمد، والطبراني.
(٢) كذا في (أ) و (ب) و (ج)، وفي (د): "بمعنى".
(٣) كذا في (أ) و (ب)، وفي (ج) و (د): "بخلاف".
(٤) زيادة من (أ) و (ب).

<<  <  ج: ص:  >  >>