(فإني أعهد (١) إليك في هذه الحياة الدنيا، وأُشْهِدُك) بضم الهمزة وكسر الهاء، (وكفى بك شهيدًا) الباء زائدة في الفاعل، وأصله: كفيت شهيدًا، كقوله تعالى: ﴿وَكَفَى بِاللَّهِ شَهِيدًا﴾ [النساء: ٧٩]، ويمكن أن يقال: الباء لتضمن "كفى" معنى "كَفَلَ"، ولعله وجه حسن، وتوجيه مستحسن.
(أني) أي: بأني (أَشهَد) بفتح الهمزة والهاء (أن لا إله إلا أنت، وحدك لا شريك لك، لك الملك، ولك الحمد، وأنت على كل شيء قدير، وأشهد أن محمدًا عبدك ورسولك، وأشهد أن وعدك حق) أي: ثابت، وكذا وعيده حق، فهو إما من باب الاكتفاء، أو من إطلاق الوعد على المعنى الأعم الشامل للوعد والوعيد، فإنه قد يطلق على الوعيد أيضًا، قال تعالى: ﴿وَيَسْتَعْجِلُونَكَ بِالْعَذَابِ وَلَنْ يُخْلِفَ اللَّهُ وَعْدَهُ﴾، وليس كما زعم بعضهم أنه يجوز الخلف في وعيده سبحانه، وقد حققناه في رسالة سميناها بـ "القول السديد في خلف الوعيد".
(ولقاءك) أي: الحضور لديك، أو النظر إليك (حق، والساعةَ) بالنصب، ويجوز رفعها، أي: القيامة، وسميت ساعة لوقوعها بغتة، أو لكونها -مع طولها قدر خمسين ألف سنة- ساعة من أيام الآخرة،
(١) كتب بجوارها في حاشية (ب): "قوله أعهد، أي: أقدم، أي: أقدم إليك في هذه الحياة الدنيا أني أشهد، أي: شهادة ويكون قوله: "في هذه" متعلق بـ "أعهد". وقيل: "حال من ضمير المتكلم في … ".