للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

كثير الوقوع، ولعله من باب إطلاق الجزء على الكل، فإن من جملة أذكار الصلاة التسبيح، أو لأن الصلاة لله تعالى تشتمل على معنى التنزيه، وأما إطلاقه على سائر الأذكار كالتحميد وغيره، فغير ظاهر، والله أعلم.

(وبحمده) قال المؤلف: "أي: وبحمده سبحت وقيل: أبتدي" (١) انتهى. ومعنى الأول وسبحت مقرونًا بحمده أو بحمده، أي: بنعمته (٢) الموجبة لحمده سبحته، ومعنى الثاني: بحمده أبتدئ في التسبيح؛ لأن بيان الصفات الثبوتية الدالة على الكمال [أعم] (٣) من النعوت السلبية للنقصان والزوال؛ إذ الكمال مستلزم لنفي النقصان، بخلاف العكس، فإنه قد ينفي صفات النقص عن شيء ولم يوجد فيه نعوت الكمال، والحاصل: أن الجمع بينهما أتم، والله أعلم.

وقال الحنفي: "ويمكن أن يقال: معناه: وهو -أي التسبيح- ملابس بحمده، أو أنا ملابس بحمده، والجملة حالية من فاعل "أسبح يعني: أنزهه عن النقائص حال كوني أو حال كون تسبيحي إياه مقرونًا وملابسًا بحمده تعالى".

أقول: والظاهر أن يقال: حال كون تسبيحه سبحانه مقارنًا بحمده تعالى.


(١) "مفتاح الحصن الحصين" (ل ٧/ أ).
(٢) بعدها في (ج) زيادة: "الموجودة".
(٣) كذا في (أ) و (ب)، وفي (ج) و (د): "أهم".

<<  <  ج: ص:  >  >>