للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

رهن بعملها، قال الزمخشري: "ليست رهينة بتأنيث رهين في قوله: ﴿كُلُّ امْرِئٍ بِمَا كَسَبَ رَهِينٌ﴾ [الطور: ٢١]، بل لتأنيث النفس، لأنه لو قُصِدَتِ الصفة لقيل: رهين؛ لأن "فعيلًا" بمعنى "مفعول" يستوي فيه المذكر والمؤنث، وإنما هي اسم بمعنى الرهن، كالشتيمة بمعنى الشتم، كأنه قيل: كل نفس بما كسبت رهن" (١)، انتهى، وفيه نظر، فقد قال الجوهري: "الشيء مرهون، [ورهن] (٢)، والأنثى رهينة" (٣)، وقال [ابن حبان] (٤): "رهينة هنا بمعنى مرهونة، كالنطيحة بمعنى المنطوحة، أنَّثَ مراعاة لقوله: "كل نفس" كما ذكر في قوله: ﴿كُلُّ امْرِئٍ بِمَا كَسَبَ رَهِينٌ﴾ مراعاة لامرئ" (٥)، انتهى، وهو ظاهر، والله أعلم" (٦).

فقوله: "فُكَّ" أمر مخاطب من الفك، وهو التخليص، والرهان جمع رهن بمعنى المرهون، وهو المال المحبوس عند المرتهن في حقه، فالمعنى خلص رقبتي عن حقوق الآدميين، وعن حقوقك يا رب، وعن


(١) "الكشاف" للزمخشري (٦/ ٢٦١).
(٢) كذا في جميع النسخ، وفي "مفتاح الحصن الحصين" و"الصحاح": "ورهين".
(٣) "الصحاح" (٥/ ٢١٢٩) مادة (ر هـ ن).
(٤) كذا في جميع النسخ، وفي (د) و"مفتاح الحصن الحصين": "أبو حيان".
(٥) "تفسير البحر المحيط" لأبي حيان الأندلسي (٨/ ٣٧١).
(٦) "مفتاح الحصن الحصين" (ل ٨/ أ).

<<  <  ج: ص:  >  >>