حال بقائه لا بد له من حافظٍ عن فنائه، فلا يخلو مخلوقٌ عن الاحتياج إلى إيجاد أو إمداد؛ ولذا قال تعالى: ﴿وَاللَّهُ الْغَنِيُّ وَأَنْتُمُ الْفُقَرَاءُ﴾ [محمد: ٣٨].
(ولئن زالتا) أي: على تقدير عدم إمساكه سبحانه، (إن أمسكهما) أي: ما منعهما، ولم يحفظهما، ولم يدفعهما (من أحدٍ) زيد "من" للمبالغة في النفي، (من بعده) أي: من بعد الله، أو من بعد الزوال، و"من" ابتدائية، والجملة تسد مسد الجوابين من القسم المقدر، والشرط المقرر، كما هو في محله محرر.
(إنه كان حليمًا غفورًا) أي: حيث أمسكهما، وكانتا جديرتين بأن تهدَّا هدًّا، كما قال تعالى:(تكاد السماوات [ينفطرن] (١) منه وتنشق الأرض).
(الحمد لله الذي يمسك السماء) أي: يحفظها أو يمنعها (أن تقع) أي: من أن تسقط (على الأرض إلا بإذنه) أي: بأمره وقضائه وقدره، (إن الله بالناس لرءوف رحيم) حيث رحم عليهم، ولم يهلكهم بذنوبهم.
(س، حب، مس، ص) أي رواه: النسائي، وابن حبان، والحاكم، وأبو يعلى، عن جابر، وقال الحاكم:"صحيح على شرط مسلم"، وإسناد أبي يعلى صحيح أيضًا، ولفظه:"إذا أوى إلى فراشه، فإن قال، ووقع عن سريره فمات، دخل الجنة".
(الحمد لله الذي يحيي الموتى) أي: الأموات حقيقةً أو مجازًا، فإن النوم أخو في الموت (وهو على كل شيء قدير) ومنه: الإحياء والإماتة. (مس)