للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

أي رواه الحاكم عن جابر أيضًا، وفي نسخة صحيحة: "عن البراء".

(الحمد للَّه الذي أحيانا) أي: أيقظنا (بعد ما أماتنا) أي: أنامنا، (وإليه النشور) أي: تفرقنا وجمعنا في اليقظة والمنام، فهو من باب الاكتفاء، أو المراد بالنشور هو البعث عن القبور المشبه به التيقظ بعد النوم، يقال: "نشر الله الموتى، أي: أحياهم"، وفي "النهاية": "نشر نشورًا، أي: عاش بعد الموت" (١)، وقال النووي: "المراد بـ "أماتنا" النوم، وأما النشور فهو الإحياء للبعث، فنبه بإعادة اليقظة بعد النوم الذي هو كالموت على إثبات البعث بعد الموت".

وقال أبو إسحاق الزجاج: "النفس التي تفارق الإنسان هي التي للتمييز، والتي تفارقه عند الموت هي التي للحياة، وهي التي يزول معها التنفس، وسمي النوم موتًا لأنه يزول معه العقل والحركة تمثيلًا وتشبيهًا، وقد يستعار الموت للأحوال الشاقة كالفقر، والذل، والسؤال، والهرم، والمعصية، والجهل".

وقال القرطبي: "النوم والموت يجمعهما انقطاع تعلق الروح بالبدن، وذلك قد يكون ظاهرًا وهو النوم، ولذا قيل: "النوم أخو الموت"، وباطنًا وهو الموت، فإطلاق الموت على النوم يكون مجازًا، لاشتراكهما في انقطاع تعلق الروح بالبدن".

وقال الطيبي: "الحكمة في إطلاق الموت على النوم أن انتفاع الإنسان


(١) "النهاية" (٥/ ٥٤).

<<  <  ج: ص:  >  >>