للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

بالحياة إنما هو بتحري رضا الله عنه، وقصد طاعته، واجتناب سخطه وعقابه، فمن نام زال عنه هذا الانتفاع بالكلية فكان كالميت، فحمد الله على هذه النعمة وزوال ذلك المنع وعلى هذا التأويل ينتظم قوله: "وإليه النشور أي: وإليه المرجع والمآب، ونيل الثواب بما يكسب في الحياة.

(خ، د، ت، س، مص) أي رواه: البخاري، وأبو داود، والترمذي، والنسائي، وابن أبي شيبة، كلهم من حديث حذيفة بن اليمان، ورواه مسلم أيضًا من حديث البراء، كما في "سلاح المؤمن".

(لا إله إلا أنت، لا شريك لك) اكتفى به هنا عن زيادة التأكيد بقوله: "وحدك(سبحانك اللهم أستغفرك) وفي نسخة: "إني أستغفرك أي: أطلب غفرانك (لذنبي، وأسألك رحمتك) أي: زيادتها بالتفضل عليّ.

(اللهم زدني) أي: في جميع أوقاتي (علمًا) أي: نافعًا، وفيه عمل بقوله تعالى: ﴿وَقُلْ رَبِّ زِدْنِي عِلْمًا﴾ [طه: ١١٤]، وإيماء إلى ما ورد في الحديث، على ما رواه أبو نعيم في "الحلية"، وغيره، عن عائشة مرفوعًا: "كل يوم لا أزداد فيه علمًا يقربني إلى الله، فلا بورك لي في شمس ذلك اليوم". (ولا تزغ قلبي) بإظهار الغين عند القاف باتفاق القراء، أي: لا تمله عن الحق (بعد إذ هديتني) أي: إلى الصواب (وهب لي من لدنك) أي: من عندك (رحمة) أي: نعمة عظيمة، ومنحة كثيرة بلا حساب، (إنك أنت الوهاب) وهو مقتبس من قوله تعالى، مدحًا للراسخين في العلم، حيث يقولون: ﴿رَبَّنَا لَا تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِنْ لَدُنْكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنْتَ

<<  <  ج: ص:  >  >>