للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قال ميرك: "الحق هو الأول؛ لما ورد من حديث زيد بن أرقم مرفوعًا: "إن هذه الحشوش محتضرة، فإذا أتى أحدكم الخلاء فليقل: اللهم إني أعوذ بك من الخبث والخبائث" رواه أبو داود وغيره".

وقوله: "محتضرة" أي: تحضره الشياطين، ويحتمل أن يكون بالسكون، مخفف "خُبْثٌ" بالضم، فيرجع إلى المعنى الأول، وروي من حديث ابن عمر، قال: "كان رسول الله إذا دخل الخلاء، قال: اللهم إني أعوذ بك من الرجس النجس، الخبيث المخبث، الشيطان الرجيم" رواه الطبراني وابن السني.

(وإذا خرج) أي: من الخلاء، (غفرانك) أي: يقوله، والمعنى: أسألك غفرانك، أو اغفر غفرانك، قال المؤلف: "منصوب بإضمار فعل، أي: أسأل، وفي الحكمة في هذا قولان: الأول: الاستغفار من ترك ذكر الله مدة لبثه علي الخلاء؛ فإنه كان لا يترك ذكر الله تعالى بلسانه إلا عند قضاء الحاجة، وكأنه رأى تقصيرًا فاستدركه بالاستغفار، والثاني: التوبة من تقصيره في شكر النعمة التي أنعم بها عليه، من إطعامه وهضمه وتسهيل مخرجه، فلجأ إلى الله بالاستغفار من التقصير" (١).

(حب، عه، مص) أي رواه: ابن حبان، والأربعة، وابن أبي شيبة؛ كلهم عن عائشة.

(الحمد لله الذي أذهب) أي: أزال (عني الأذى)، أي: "ما يؤذيني"


(١) "مفتاح الحصن الحصين" (ل ٨/ ب، ٩/ أ).

<<  <  ج: ص:  >  >>