للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

ضدان، وكذلك المعافاة والمعاقبة، فلما صار إلى ما لا ضد له، وهو الله تعالى، استعاذ به منه لا غير، ومعناه الاستغفار من التقصير في بلوغ الواجب من حق عبادته، والثناء عليه، أعلمنا ذلك" (١)، انتهى. أي: أعلمنا النبي ما ذكر من المعني، وقيل: "أعلمنا الخطابي"، ولا يخفى أنه أمر مستدرك مستغنًى عنه.

(لا أحصي ثناء عليك) "أي: لا أطيق إحصاءه، وقيل: "لا أحيط به"، وقال الإمام مالك: "لا أحصي نعمتك وإحسانك، والثناء بهما عليك، كان اجتهدت في الثناء عليك" (٢) " (٣)، ذكره المصنف، (أنت كما أثنيت على نفسك) قال الطيبي: ""ما" موصولة، أو موصوفة، والكاف بمعنى المثل، أي: أنت الذات الذي له العلم الشامل والقدرة الكاملة، تعلم صفات كمالك، وتقدر أن تحصي ثناءً على نفسك، بالقول أو بالفعل، بإظهار فعله عن بث آلائه" (٤)، انتهى.

قيل فيكون التركيب نظير قول علي :

أَنَا الّذِي سمَّتْنِي أُمِّي حَيْدَره (٥)


(١) "مفتاح الحصن الحصين" (ل ٩/ أ).
(٢) أورد هذا القول عن الإمامِ مالكٍ الإمامُ النوويُّ في "شرحه على صحيح مسلم" (٤/ ٢٠٤).
(٣) "مفتاح الحصن الحصين" (ل ٩/ أ).
(٤) "الكاشف عن حقائق السنن" للطيبي (٣/ ١٠٢٥).
(٥) "ديوان علي" (ص ٧٧).

<<  <  ج: ص:  >  >>