للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

من أمهات المؤمنين، (قط) يدلُّ على المواظبة والمداومة، والمعنى: أبدًا، (إلَّا رفع طَرْفه) بسكون الراء، أي: بصره (إلى السماء، فقال: اللهم إني أعوذ بك أن أضل) أي: عن الحق، وهو بفتح فكسر، من الضلالة، وهو ضد الرشاد، كذا في "المفاتيح"، ولا يخفى أنه يلزم من نفي الضلال عدم صدور الإضلال منه؛ لأنه نوع من الضلال، كما لا يخفى على أرباب الهداية وأصحاب الكمال.

(أو أضَلّ) على بناء المجهول، أي: يضلني أحد، كذا في "المفاتيح"، وفي نسخة على صيغة المعلوم، فالمعنى: أو أضل أحدًا، والحاصل: أن الثاني روي معلومًا ومجهولًا، والمعنى على الأول: أنه استعاذ من أن يضل هو بنفسه، ومن أن يضله غيره، وعلى الثاني: استعاذ من أن يضل هو، ومن أن يضل غيره.

وكذا الحال في قوله: (أو أَزِلّ، أو أُزَلّ) ويؤيد رواية المجهول قوله: (أو أَظْلِم أو أُظْلَم، أو أًجْهَل أو يُجْهَل على. د، ق) أي رواه: أبو داود، وابن ماجة، عن أم سلمة (١).

قال النووي في "الأذكار": "هكذا في رواية أبي داود: "أن أَضِلّ أو أُضَلّ، أو أَزِلّ أو أُزَلّ"، وكذا الباقي بلفظ التوحيد، وفي رواية الترمذي بلفظ الجمع" (٢).


(١) أخرجه أبو داود (٥٠٥٣)، وابن ماجة (٣٨٨٤)، وقال الألباني في "صحيح الجامع" (٤٧٠٩): "صحيح".
(٢) "الأذكار النووية" (ص ١٨).

<<  <  ج: ص:  >  >>