للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

حول ولا قوة إلَّا بالله، يقال له: هديت، وكفيت، ووقيت، فيتنحى الشيطان، فيقول شيطان آخر: كيف لك برجل قد هدي، وكفي، ووقي" (١).

يعني: كيف يتيسر لك إغواؤه، يقوله مُعَزِّيًا مسليًّا للشيطان الذي تنحى لأجل القائل عن طريق إضلاله متحسرًا آيسًا، فقوله: ""لك" متعلق بـ "يتيسر"، و"برجل" حال"، كذا حققه الطيبي (٢)، وروى الترمذي من حديث أبي هريرة بمعناه.

وإذا استعان العبد بالله وباسمه المبارك، هداه وأرشده، وأعانه [في الأمور] (٣) الدينية والدنيوية، وإذا توكل على الله وفوض أمره إليه، كفاه اللَّه تعالى فيكون حسبه، ومن يتوكل على الله فهو حسبه، ومن قال: لا حول ولا قوة إلَّا بالله، وقاه الله تعالى من شر الشيطان، ولا يسلط عليه.

(ما خرج [النبي] (٤) من بيتي) وفي نسخة صحيحة: "من بيته" (٥) ولا منافاة، لأن بيت أم سلمة - الراوية لهذا الحديث - هو بيته ، لكونها


(١) أخرجه أبو داود (٥٠٥٤)، والترمذي (٣٤٢٦)، والنسائي في "السنن الكبرى" (٩٨٣٧)، وابن حبان (٨٢٢)، وابن السني في "عمل اليوم والليلة" (١٧٨)، كلهم من حديث أنس به مرفوعًا. قال الترمذي: "حديث حسن غريب، لا نعرفه إلَّا من هذا الوجه". صححه الألباني صحيح المشكاة (٢٤٤٣/ التحقيق الثاني).
(٢) "الكاشف عن حقائق السنن" للطيبي (٦/ ١٩٠٥).
(٣) كذا في (أ) و (ج) و (د)، وفي (ب): "بالأمور".
(٤) من (ج) فقط، وفي (م): "رسول الله".
(٥) وهي رواية الترمذي (٣٤٢٧)، وقال: "حديث حسن صحيح".

<<  <  ج: ص:  >  >>