للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

شريك له) أي: في جميع ما ذكر، (وبذلك) أي: وبالإخلاص (أمرت، وأنا من المسلمين) وفي رواية أبي داود: "وأنا أول المسلمين" (١).

قال ابن الهمام: "يقول: وأنا من المسلمين، ولو قال: أول المسلمين،

قيل: تفسد صلاته للكذب، وقيل: لا وهو الأَوْلَى؛ لأنه [قائل] (٢) لا مخبر، أقول: أو راوٍ عن المخبر، وهو النبي " (٣).

(اللهم أنت الملك، لا إله إلا أنت) إثبات الإلهية المطلقة لله تعالى على سبيل الحصر، بعد إثبات الملك له كذلك في: "أنت الملك"، لما دل عليه تعريف الخبر باللام، ترقيًا من الأدنى إلى الأعلى، وعلى طبق قوله: ﴿مَلِكِ النَّاسِ (٢) إِلَهِ النَّاسِ﴾ [الناس: ٢].

وإنما أخر الربوبية في قوله: (أنت ربي) لتخصيص الصفة، وتقييدها بالإضافة إلى نفسه، وإخراجها عن الإطلاق (وأنا عبدك) تأكيدٌ لما قبله (ظلمت نفسي) أي: بالمخالفة، (واعترفت بذنبي) أي: طلبًا للمغفرة، (فاغفر لي ذنوبي جيعا) أي: صغيرها وكبيرها، (إنه لا يغفر الذنوب) أي: جميعها (إلا أنت) إيماء إلى قوله سبحانه: ﴿قُلْ يَاعِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا﴾ [الزمر: ٥٣].

(واهدني) أي: أرشدني (لأحسن الأخلاق) أي: للأخلاق الحسنة،


(١) "سنن أبو داود" (٧٥٦).
(٢) هذا هو الصواب، وفي جميع النسخ: "قال".
(٣) "فتح القدير" لابن الهمام (٢/ ٢٩٥).

<<  <  ج: ص:  >  >>