للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

التقاء المشرق والمغرب مستحيل، فكأنه أراد أن لا يبقى لها من اقتراب بالكلية، وكرر لفظ "بين" هنا، ولم يكرر "بين المشرق والمغرب"؛ لأن العطف على الضمير المجرور يعاد فيه الجار.

(اللهم اغسل خطاياي) أي: امحُها، وفي رواية مسلم: "اغسلني من خطاياي"، أي: طهرني من ذنوبي (بالماء، والثلج، والبَرَد) بفتحتين، وهو ما نزل من السماء مدورًا منجمدًا.

قال ابن دقيق العيد (١): "عبر بذلك عن غاية المحو؛ فإن الثوبَ الذي يتكررُ عليه ثلاثةُ أشياء مُنَقِّيَة يكونُ في غَايَةِ النَّقَاءِ، ويحتمل أن يكون المراد أن كل واحد من هذه الأشياء مجاز عن صفة يقع بها المحو، كقوله تعالى: ﴿وَاعْفُ عَنَّا وَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَا﴾ [البقرة: ٢٨٦] "، انتهى.

وقيل: "الغسل البالغ إنما يكون بالماء الحارّ، فلِمَ ذكر كذلك؟ فأجاب محيي السنة بأن معناه طهرني من الذنوب، وذكرهما مبالغة في التطهير، لا أنه يحتاج إليهما، وقال الخطابي: "هذه أمثال، ولم يرد بها أعيان هذه المسميات، وإنما أراد بها التأكيد في التطهير من الخطايا، والمبالغة في محوها عنه".

وقال التوربشتي: "ذكر أنواع المطهرات المنزلة من السماء التي لا يمكن حصول الطهارة إلا بأحدها؛ [تبيانًا] (٢) لأنواع المغفرة التي لا


(١) إحكام الإحكام (١/ ٢٣١).
(٢) كذا في (ب) و (ج) و (د)، وفي (أ): "بيانًا".

<<  <  ج: ص:  >  >>