للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وإن كان المراد أنه كان يقول التوجيه، لم يتم؛ لأنه أعم من إفرداه وضمه، فيجوز كونه كان يفتتح أحيانًا [بهذا، وأحيانًا بذاك] (١)، فلا يفيد سنية الجمع، والثابت في حديث مسلم ما ظاهره الإفراد، فكان الأولى أن يقول لرواية جابر عنه : "أنه كان إذا [استفتح] (٢) الصلاة، قال: سبحانك اللهم وبحمدك، وتبارك اسمك، وتعالى جدك، ولا إله غيرك، وجهت وجهي إلى رب العالمين" أخرجه البيهقي (٣) كذلك"، انتهى.

ويستفاد منه تقديم التسبيح على التوجيه، وأما ما اختاره بعض المشايخ من قراءة "وجهت وجهي" قبل الشروع في النية، فهو مخالف للرواية والدراية، ولما يلزم منه تأخير التكبير عن الإقامة عند قيام الجماعة.

(اللهم باعد بيني وبين خطاياي، كما باعدت بين المشرق والمغرب) أتي بصيغة المفاعلة للمبالغة، لعدم صحة المغالبة، والخطايا إما أن يراد بها السابقة، فمعناه: المحو والغفران لما حصل منها، أو اللاحقة، فمعناه: إذا قدر لي ذنبٌ، فبعّد بيني وبينه.

وهو مجازٌ؛ لأن حقيقةَ المباعدة إنما هو في الزمان، وموقع التشيبه أن


(١) كذا في (أ)، وفي (ب): "بذاك، وأحيانًا بهذا"، وفي (ج): "هذا، وأحيانًا بذاك"، وفي (د): "بهذا، وأحيانًا بهذا".
(٢) كذا في (ب) و (د) و"فتح القدير"، وفي (أ) و (ج): "افتتح".
(٣) السنن الكبرى (٢/ ٣٥).

<<  <  ج: ص:  >  >>