للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أنه من آل إبراهيم، فإذا دخل غيره من الأنبياء الذين من ذرية إبراهيم، فدخول محمد أولى، فيكون قولنا: "كما صليت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم" متناولًا للصلاة عليه، وعلى سائر النبيين من ذرية إبراهيم، ثم قد أمرنا آل له أن نصلي عليه وعلى آله خصوصًا، بقدر ما صلينا عليه مع سائر آل إبراهيم عمومًا وهو فيهم، فيحصل لآله من ذلك ما يليق بهم، ويبقى الباقي كله له ، فيكون قد صلي عليه خصوصًا، وطلب له من الصلاة لآل إبراهيم عمومًا، وهو داخل معهم، ولا شك أن الصلاة الحاصلة لآل إبراهيم [وهو] (١) أكمل من الصلاة الحاصلة له دونهم، فيظهر من هذا شرفه وفضله على إبراهيم، وعلى كل آل إبراهيم" (٢)، انتهى.

ولا يخفى أنه مع بعده غير مستقيم بالروايات التي لم يذكر فيها آل إبراهيم، واقتصر على آل إبراهيم وأريد به إبراهيم، إلا أن يقال: المراد به آل إبراهيم معه، كما قيل في قوله تعالى: ﴿وَإِذْ نَجَّيْنَاكُمْ مِنْ آلِ فِرْعَوْنَ﴾ [البقرة: ٤٩].

وعندي أن المشبه به هو صلاة إبراهيم وآل إبراهيم جميعًا، أو صلاة آل إبراهيم من الأنبياء الذين من ذريته، فإنهم لكثرتهم يقوى جانبهم المشبه به في الجملة، وإن كان هو أفضلَ من كل واحد منهم على حدةٍ، والله سبحانه أعلم.


(١) كذا في "مفتاح الحصن الحصين" وهو الأليق بالسياق، وفي جميع النسخ: "وله".
(٢) "مفتاح الحصن الحصين" (ل ٩/ ب).

<<  <  ج: ص:  >  >>