للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

إبراهيم، (إنك حميد مجيد. د) أي: رواه أبو داود عن أبي هريرة (١).

(من صلى على محمد، وقال: اللهم أنزله المقعد المقرب عندك يوم القيامة، وجبت له شفاعتي) أي: ثبتت وحلّت، ثم وصف المقعد بالمقرب باعتبار أن كل من كان فيه فهو مقرب عند الله، فهو من قبيل وصف المكان بوصف المتمكن فيه.

فعلى هذا "المقرب" اسم مفعول، ولا يبعد أن يوصف المكان بالقرب مبالغةً، كما قيل في قوله تعالى: ﴿وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ﴾ [التوبة: ٧٩] بمعنى مؤلَم بفتح اللام، ويجوز أن يكون اسم مكان، أي: مُقْعَدٌ هُوَ مَكَان التَّقْرِيبِ والقرب عنده، ولعله مقتبس من قوله تعالى: ﴿فِي مَقْعَدِ صِدْقٍ عِنْدَ مَلِيكٍ مُقْتَدِرٍ﴾ [القمر: ٥٥].

ثم قيل: "هو المقام المحمود"، وقيل: "جلوسه على العرش، أو الكرسي"، وقيل: "لرسول الله مقامان:

أحدهما: مقام حلول الشفاعة، والوقوف على يمين الرحمن، حيث يغبطه الأولون والآخرون.

وثانيهما: مقعده في الجنة، ومنزله الذي لا منزل بعده". وهذا المعنى هو الأنسب في هذا المقام، لوجود نظيره من سؤال الوسيلة كما تقدم، والله أعلم.


(١) أخرجه أبو داود (٩٨٢)، والبيهقي في الكبرى (٢/ ١٥١). وفي شعب الإيمان (١٥٠٤) وهذا إسناد ضعيف، فيه: حبان بن يسار الكلابي أبو رويحة ويقال أبو روح البصري قال الحافظ: "صدوق اختلط". "التقريب" (١٠٧٩).

<<  <  ج: ص:  >  >>