للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

والممات) تعميم بعد تخصيص، على سبيل اللف والنشر الغير المرتب؛ لأن عذاب القبر دخل تحت فتنة الممات، وفتنة الدجال دخلت تحت فتنة الحياة.

قال ابن دقيق العيد (١): "فتنة المحيا: ما يعرض للإنسان مدة حياته من الافتتان بالدنيا، والشهوات والجهالات، والمحن والبليات، وأعظمها - والعياذ بالله - أمر الخاتمة عند الموت.

ثم فتنة الموت يجوز أن يراد بها شدة السكرات عند الموت، أضيفت إليه لقربها منه، ويجوز أن يراد بفتنة الممات فتنة القبر، وقد صح في حديث أسماء: "إنكم تفتنون في قبوركم مثل - أو قريبًا - من فتنة الدجال فلا يكون مع ذلك مكررًا مع قوله: "عذاب القبر"، لأن عذاب القبر مرتب على الفتنة، والسبب غير المسبب.

وقد أخرج الحكيم الترمذي في "نوادر الأصول عن سفيان الثوري: "أن الميت إذا سئل في القبر من ربك؟ بدا له الشيطان فيشير إلى نفسه، أي: أنا ربك"، ولهذا ورد السؤال بالتثبيت له حين يسأل، ثم أخرج بسنده إلى عمرو بن مرة، قال: "كانوا يستحبون إذا وضع الميت في القبر أن يقولوا: اللهم أعذه من الشيطان قال ميرك: "وإسناده جيد"، انتهى (٢).

لكن فيه بحث من حيث إنه بعد الموت على الإسلام، هل يتصور


(١) إحكام الأحكام (١/ ٣١١).
(٢) أخرجه الحكيم في نوادر الأصول (١٣٢٠).

<<  <  ج: ص:  >  >>