للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

(من سبح الله دبُر كل صلاة) أي: مكتوبة لما سيأتي في روايةٍ، وهو بضم الدال والموحدة في الأصول المعتمدة، منصوبًا على الظرفية بمعنى العقب والخلف، ففي "القاموس": "الدبر: بالضم وبضمتين، نقيض القبل، ومن كل شيء عقبه ومؤخره"، قال ميرك: "بضم الدال المهملة على المشهور في اللغة، وهو المعروف في الروايات أيضًا".

وقال أبو عمرو المطرزي: "دبر كل شيء بفتح الدال، آخر أوقاته من الصلاة وغيرها"، قال: "وهذا هو المعروف في اللغة، وأما الجارحة فبالضم"، وقال الداودي - نقلًا عن ابن الأعرابي -: "دبر الشيء بالضم، والفتح: آخر أوقاته، والصحيح الضم"، ولم يذكر الجوهري وآخرون غيره.

(ثلاثًا وثلاثين، وحمد الله ثلاثًا وثلاثين، وكبر الله ثلاثًا وثلاثين، ثم قال


= وَتَحْمَدُونَ دُبُرَ كُلِّ صَلَاةٍ ثَلاثًا وَثَلَاِثِينَ مَرَّةً". وهذا الحديث ظاهره أنه يقول التسبيح والتحميد والتكبير مجتمعًا ثلاثًا وثلاثين مرة، وهو ما فهمه راويه عن أبي هريرة عند الشيخين وهو أبو صالح.
وهذا أصح ما ورد في الصحيحين من العدد في التسبيح والتحميد والتكبير، أما التسبيح والتحميد والتكبير عشرًا فهذا تفرد به بعض الرواة في حديث أبي صالح عن أبي هريرة كما بينه ابن حجر في شرحه، وأما التسبيح والتحميد والتكبير أحد عشر مرة عند مسلم فهذا من فهم سهيل بن أبي صالح وفيه نظر، ومن خالفه معه زيادة علم كما بينه النووي في شرحه على مسلم وابن القيم في زاد المعاد، ولذا نص ابن رجب في فتحه أن أحاديث التسبيح والتحميد والتكبير ثلاثًا وثلاثين أصح ما في الباب.

<<  <  ج: ص:  >  >>