للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

ثم قوله: "عدة" ضُبِط بالنصب على أنه مفعول [له] (١) بتقدير: "أقولها"، وفي بعض النسخ بالرفع على أنه مبتدأ خبره مقدّم عليه، والأظهر أن يكون خبر المبتدأ، أي: "كلمة لا إله إلَّا اللهُ عدة للقائه"، والعُدّة - بالضم - على ما قاله المؤلف وغيره هو: ما أعدّه الإنسان لحوادث الدهر من السلاح والمال وغيرهما" (٢).

ثم المراد بكلمة "لا إله إلَّا الله" كلمتا الشهادة، فلا يرد إشكال ترك ذكر الرسالة؛ ولذا قال بعض المحققين (٣): "قول: "لا إله إلَّا اللهُ" لقب جرى على النطق بالشهادتين في الشريعةِ وبه يتم ما ورد في الحديث: "من قال: لا إله إلَّا الله، دخل الجَنَّة وقيل: "المراد بـ"لا إله إلَّا الله" مجموع كلمتي الشهادةِ، فصار الجزء الأول عَلَمًا عليه، أو [اكتفاءً] (٤) بالإشارة إليه، كما يقال: قرأت ﴿قُل هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ (١)﴾ أي: السورة".

(قال الفقير) اختلف صنيع المصنّفين، فبعضهم لم يذكر اسمه ولا نعته ورسمه خوفًا من السمعة والرياءِ، واكتفاءً بمن يعلمُ الجهر والخفاءَ، وبعضهم يبين ذِكْره، ويعين وصفه، لاسيما في العلوم النقلية؛ ليصلح


(١) من (أ) و (ج) و (هـ) فقط.
(٢) "مفتاح الحصن الحصين" (ل ٢/ أ).
(٣) قال ابن المنير فيما نقله عنه ابن حجر في "الفتح" (٣/ ١١٠): "قول: لا إله إلَّا الله لقبٌ جرى على النطق بالشهادتين شرعًا".
(٤) كذا في (أ) و (ب) و (ج) و (د)، وفي (هـ): "اكتفى".

<<  <  ج: ص:  >  >>