للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

الاعتماد على أقواله الجليّة، وليكون وسيلةً إلى دعاء الأحباءِ في الأحوال الرضيّة، فسلك الشيخ هذا المسلك الشريف، وقال: "قال الفقير".

(الضعيف) والفقير هو المحتاج، وهو شأنُ كلّ عبدٍ جليلٍ أو حقيرٍ، كما قال تعالى: ﴿وَاللَّهُ الْغَنِيُّ وَأَنْتُمُ الْفُقَرَاءُ﴾ [محمد: ٣٨]، والضعيف ضد القوي، والله هو القوي القادر، والعبد هو الضعيف العاجز، لاسيما وقد قال سبحانه: ﴿وَخُلِقَ الْإِنْسَانُ ضَعِيفًا (٢٨)﴾.

وفيه إشعار إلى كلام بعض الأكابر: "من عَرَف نفسَهُ فقد عَرَف ربّه"، أي: من عرف نفسه بالفقر، فقد عرف ربه بالغنيّ، ومن عرف نفسه بالعجز، فقد عرف ربّه بالقوة، ومن عرف نفسه بالفَناء، فقد عرف ربّه بالبقاء، وأمثال ذلك مما يطول عليه الكلام، ويخرجنا عن المقصود والمرام.

(المسكين) وهو عندنا (١) أسوء حالًا من الفقير، كما يدلُّ عليه قوله تعالى: ﴿أَوْ مِسْكِينًا ذَا مَتْرَبَةٍ (١٦)﴾، خلافًا للشافعي (٢) استدلالًا بقوله تعالى: ﴿أَمَّا السَّفِينَةُ فَكَانَتْ لِمَسَاكِينَ﴾، وأجيب بأنها كانت لهم عَمَلًا وكسبًا، لا ملكًا وتصرفًا، ويؤيد مذهبَنَا قولُه : "اللهم أحيني مسكينًا،


(١) راجع: "بدائع الصنائع" للكاساني (٢/ ٤٣ - ٤٤)، و"فتح القدير" لابن الهمام (٢/ ٢٦٥ - ٢٦٦).
(٢) راجع: "روضة الطالبين" للنووي (٢/ ١٧٠، ١٧٣).

<<  <  ج: ص:  >  >>