للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

(خير لي في ديني ودنياي) قيل: "معناه: اللهم إنك تعلم"، فأوقع الكلام موقع الشك على معنى التفويض إليه والرضا بعلمه فيه، وهذا النوع يسميه أهل البلاغة "تجاهل العارف ومزج الشك باليقين".

أقول: ولا خفاء في أنه غير مناسب للترديد الذي بني أمره على معرفة الله تعالى وجهل العبد [به] (١)، فالظاهر أن الشك بالنظر إلى المستخير؛ لأنه ليس بمتيقن عنده، بل هو متردد في أن علمه سبحانه هل تعلق بكون هذا الأمر خيرًا أو شرًّا، لا في أصل العلم لأنه من المعلوم بالضرورة من الدين، وقدم الدين لأنه أهم المهمات، وأتم المرادات، وأقصى الغايات.

(ومعاشي) ففي "الصحاح": "العيش الحياة، وقد عاش الرجل معاشًا ومعيشًا، وكل واحد منهما يصلح أن يكون مصدرًا، وأن يكون اسمًا، مثل: معيب ومعاب" (٢).

وقال ميرك (٣): "ويحتمل أن يكون المراد بالمعاش الحياة، وأن يكون المراد ما يعاش فيه، ووقع في حديث ابن مسعود عند الطبراني في "الأوسط": "في ديني ودنياي" (٤). وفي حديث أبي أيوب عنده أيضًا في


(١) كذا في (أ) و (ج) و (د)، وفي (ب): "له".
(٢) "الصحاح" (٣/ ١٠١٢).
(٣) انظر "مرقاة المفاتيح" (٣/ ٩٨٦).
(٤) أخرجه الطبراني في "المعجم الأوسط" (٣٧٢٣) من حديث ابن مسعود.

<<  <  ج: ص:  >  >>