للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

ويجوز أن يكون قولًا من لسان [البشر] (١)، وخصص الشهادة بالإفراد إشارةً إلى أن وجوب الشهادة لكل فرد على حدة، ففيه إشارة إلى التفرقة أولًا، والى الجمع ثانيًا". قلت: هذا المعنى هو مراد المصنف، فتدبر يظهر.

(﴿يَاأَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ﴾ [النساء: ١]) وهي آدم، (﴿وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا﴾) أي: حواء، (﴿وَبَثَّ مِنْهُمَا﴾) أي: نشر منهما، أي: بالواسطة وعدمها، (﴿رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً﴾) أي: كثيرًا.

(﴿وَاتَّقُوا اللَّهَ﴾) تأكيد لما سبق، [أو] (٢) يقدر في أحدهما مخالفته، وفي الآخر عقابه، (﴿اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ﴾) بتخفيف السين على حذف إحدى التاءين للكوفيين، وبتشديدها على إدغام التاء بعد قلبها في السين، أي: يسأل بعضكم بعضًا، (﴿بِهِ﴾) أي: بالله، (﴿وَالْأَرْحَامَ﴾) جمع رحم بالنصب وتقديره: واتقوا الأرحام أن تقطعوها، وفي قراءة حمزة بالجر على أنه عطف على الضمير المجرور من غير إعادة الجار، وهو جائز على الصحيح خلافًا لمن خالف كما حققناه في حاشية "تفسير الجلالين" (٣)، ويراد به قولهم: "أسألك بالله والرحم". وقيل: الواو للقسم.

ثم هذا هو "أصل الأصيل"، وعليه أكثر النسخ، وفي نسخة صحيحة: "يا أيها الذين آمنوا اتَّقوا الله الذي تَسَاءَلُون به والأرحام"، وهو الموافق لـ "المشكاة" و"الأذكار" و"تيسير الأصول قال الطيبي: "ولعله هكذا في


(١) كذا في (أ) و (ب)، وفي (ج) و (د): "البشري".
(٢) كذا في (أ) و (ب) و (د)، وفي (ج): "و".
(٣) "تفسير الجلالين" (ع ٩٧).

<<  <  ج: ص:  >  >>