للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

العناية به، (فلا هادي له) كما قال تعالى: ﴿مَنْ يَهْدِ اللَّهُ فَهُوَ الْمُهْتَدِ وَمَنْ يُضْلِلْ فَلَنْ تَجِدَ لَهُ وَلِيًّا مُرْشِدًا﴾ [الكهف: ١٧]، وقال ﷿: ﴿إِنَّكَ لَا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ وَلَكِنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ﴾ [القصص: ٥٦]، وفي إتيان ضمير المفعول في جانب الهداية وتركه في جانب الضلالة نكتة مشيرة إلى العناية.

(وأشهد أن لا إله إلا الله، وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله) قال المصنف: "قوله: "نحمده، ونستعينه، [ونستغفره] (١)، ونعوذ بالله" هو بالنون في الثلاثة، أي: نحن، و"أشهد" فيهما بالهمزة المفتوحة على الإفراد؛ لأنه لا يشهد ولا يُخْبِر عن غيره، وإنما يشهد ويخبر عن نفسه" (٢)، انتهى.

قال الحنفي: "المناسب للأصل كما نقله أن يقول: الأربعة بدل الثلاثة". نعم، الواقع في "المشكاة" وفي "الأذكار" أفعال ثلاثة إذ لم يوجد فيهما لفظ "نحمده" فما وقع في شرح "المشكاة" من لفظ الثلاثة هو المناسب.

قال: "وفيه بحث آخر؛ لأنه لا تفاوت بين كل من الأفعال الأربعة، وبين الشهادة، فما ذكره في وجه إفراد "أشهد" ليس على ما ينبغي والأولى أن يقال [كما] (٣) قيل: الضمير المستكن في الأفعال الثلاثة للمتكلم ومن معه من أصحابه الحاضرين والغائبين.


(١) ليست في "مفتاح الحصن الحصين".
(٢) "مفتاح الحصن الحصين" (ل ١٠/ ب).
(٣) زيادة من (أ) و (ب) (د).

<<  <  ج: ص:  >  >>